الاثنين، 23 أبريل 2012

شهيدان على طريق النصر

   الإيمان ميزة هذه الأمة, فهي تثق بربها, وتهديه روحها كي تكسب محبته ومرضاته, فنحن أمة قادرة على التغيير, أمة قادرة على فعل المستحيل, وأمة قادرة على تحقيق أحلامها لأنها تؤمن بأن وعد الله حق وبأن نصره أقرب مما كان عليه. في عظيم ما تمر به الأمة من أحداث وفي أسبوع الشهداء الفلسطيني, نستذكر أحبة رحلوا لتمر سنة جديدة على رحيلهم. منذ عامين كانا هنا يحلمان كما يحلم كل فلسطيني بالتحرير والعودة, أحبا القدس والقضية ووضعا حياتهما فداءً لما آمنا به, شهيدان في سبيل التغيير, شهيدان في سبيل الحرية.
      باسل وحسن شعلتان أضاءتا فضاءنا, كانا على علم بأن الأمة ستنهض يوماً ما لأن إرادة الشعوب أقوى وأشد من أي ظلم واضطهاد, فها هي ذي الشعوب العربية تعيش النهضة فما تمر به الأمة من ثورات وتغيرات ما هي إلا الدليل على الإرادة العربية القوية, التي تثق بربها, حيث حل الربيع زائراً العالم العربي بمعظمه لا بل بأجمعه وإن لم يبدو كذلك, فقد أدركت الشعوب ضرورة التقدم إلى الأمام لأن المستقبل ملكٌ لمن يثقون بأحلامهم, تلك الأحلام التي لطالما أنشدنوها وحفظوها دون إدراك معانيها الجليلة لأن الخوف والغشاوة التي غطت أعينهم حرمتهم الإحساس بها, وحرمتهم تذوق إرادة تقرير المصير وصنع المستحيل. الشهيدان آمنا بأن الطريق إلى الأقصى وفلسطين تمر عبر البلاد العربية والإسلامية بأجمعها, فالشعب الفلسطيني بحاجة لمن يقف بحانبه أخأً وصديقاً وحامياً ونصيراً, لأن الأقصى وفلسطين ليسا بملك شخصي وإنما هما ملكٌ لكل حر أبي.
           شهيدا الحرية, ودعناهما بعميق الحزن والأسى فقد رحلا في وقت كنا أحوج ما نكون به إليهما, عبرى الدنيا حاملان بارقة أمل بإيمانهما وعزمهما وعملهما الصادق, ليثق من حولهما بما يحملان من أحلام وطموحات كبيرة, تمنيا في علنيتهما كما في سرهما أن يحدث التغيير, ذلك التغيير الذي يحرك الشعوب العربية ويغير أنظمتها الفاسدة, التي تواطأة مع الغرب وتآمرت مع الإحتلال الإسرائيلي فأقامت العلاقات الدبلوماسية معه, وأستقبلته على أراضيها بكل إعتزاز وفخر, وكأن العظمة والمجد تتحقق بمد الأيدي لمن سفك دماء العرب منذ عهد النبي الهاشمي وحتى عهدنا وزماننا فإن لم نؤمن بما رواه النبي وصحبه, فالنثق بما تراه وتشهده أعيننا في هذا الزمان, فما يحدث في غزة هاشم من جرائم ومجازر مروعة بحق الشعب الفلسطيني, هو الحقيقة التي يحاولون إخفاءها بالكذب علينا, وقلب الحقائق بجعل المجرم صاحب الحق الأقوى, والمظلوم سافك الدم مهدد السلم في منطقة المشرق العربي.
      وداعاً أحبتي الى الخلد الى جوار الرحمن عند عرشه, وداعاً وإن دمعت الأعين لفقدكم وإن حزنت القلوب لوداعكم, فأنتم حصدتم ما زرعتم, تركتم الدنيا وقد أحبكم فيها كل من عرفكم, ودعوكم في موكب مهيب لم يدرك أحد عظمته ومعناه, فقد إجتمعت القلوب التي فرقتها الصراعات تحت لوائكم, كما وتعانقت وتصافحت الأكف الشقيقة التي أبعدها الجشع الدنيوي لتتذكر أن القضية واحدة وأن العدو واحد, فها هي ذي جلسات التحاور بين الإخوة الأشقاء عادة وانطلقت من جديد في القاهرة علها تفلح هذه المرة في إيجاد صيغة وفاق تجمع الصف الفلسطيني, الذي فرقه العدو الصهيوني ليتمكن من تحقيق أطماعه ومآربه في الأرض المقدسة, وليكتمل السيناريو ببناء هيكله المزعوم وهدم أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الأقصى المبارك.المصالحة الوطنية هي إحدى أوراق التحرير والعودة فالتحفظوها بعيدا عن أيدي الدنس
      شهيدا الحرية, أحببتما الشهادة وتغنيتما بها, طلبتماها بصدق من الله تعالى, وسرتما نحوها بكل عزم وثقة دونما خوف من الموت, فما وعدكما الله به أجل وأسمى من البقاء في هذه الدنيا الزائلة, كان الحلم الأكبر لكما أن تطأ أقدامكما عرين الأسود, أرض غزة هاشم لتقاتلا العدو الصهيوني وتستشهدا دفاعاً عن أحبة وأهل يواجهون الموت كل لحظة في سبيل الذود عن هذه الأمة ومقدساتها, شهيدا الحرية الأهل والصحب في شوق إليكما , فمن تركتم خلفكم على العهد والوعد ليحققوا النصر الذي حلمتم به, ولذكروا العالم بالقضية الفلسطينية وبضرورة الدفاع عنها فما ضاع حق وراءه مطالب فحقنا في الأرض شرعي لأننا أصحاب الأرض والهوية ولأننا نؤمن بالوعد والنصر الإلهي الأعظم على بني صهيون في فلسطين والصليبيين في العالم لأنها حرب على الإسلام حرب صليبية كما كان أعلنها بوش خلال حربه على العراق إذاً فنحن أمام مواجهة كبرى مواجهة تحدد مصير الإسلام والمسلمين, فإن بقينا رقود فسيضيع الحلم ببناء الدولة الفلسطينية اولاً والإسلامية ثانياً.     

الجمعة، 20 أبريل 2012

أمل مليونية أيار العودة من "مارون الراس"

في ذكرى النكبة مع إقتراب أيار نعود الى ما كان, الى زحف الجموع المليونية الصارخة ملأ الفم " الشعب يريد العودة لفلسطين " قالتها الجموع بصوت هادر هز أصقاع العالم لم تحمله تلك الكلمة من معان عميقة. اللاجئ الفلسطيني في لبنان عاش لحظة إقتراب تحقيق الحلم بإمكانية إقتحام ذاك السياج الفاصل الواقع بين الدولتين الشقيقتين. بترانيم أطفاله اللاهثة خلف كان يا ما كان من أرض تسمى موطني فلسطين.
 لحظة عاشها الشعب بكافة جوارح أطيافه المتفرقة تحت لواء العلم الفلسطيني الوطني بألوانه الأربعة المتنوعة, ذاك اليوم إتفقت الجموع دون كلام على أن الحجر هو سلاح لتحرير الأرض والمقدسات. هناك في "مارون الراس" إجتمعنا وكلنا أمل بالعودة الجميع ظن أننا ذاهبون لإسترجاع الأرض بأيدينا إلا أن المنابر المنتصبة أحالة الحلم الى سراب.
سراب لم يدم ساعة متواصلة فمارون الراس بمكبراتها التي أطلقت تحذيرات عدم الإقتراب من السياج الفاصل هي نفسها التي أججت الغضب الساكن في القلوب, والتي دفعت بجموع اللاجئين الى تحقيق حلم العودة, وهي التي دفعت به الى طلب الشهادة هي التي بددت الخوف من الرصاص المسكوب على الأجساد, وهي التي دفعته للعودة دون أوراقه الثبوتية التي منحته إياها وكالة الغوث والدولة اللبنانية والتي كانت على ما يبدو خطيئة تؤكد الوجود والحق الفلسطيني في الأرض, على الرغم من كونها أوراق إذا جددت أو أهملت كان الأمر سيان بالنسبة للاجئ لأنها بطاقة زرقاء تنقص من قيمة الفرد كإنسان.
هناك في "مارون الراس"  الكل جاء النساء والرجال الشيب والشبان إضافة صغار اللاجئين الذين جاؤوا بمفتاح الدار معهم ضناً منهم أنهم عائدون في يوم الزحف الفلسطيني ذاك الى حضن البلد الدافئ الى فلسطين. زحفت الجموع كأنها السيل في مواجهة السياج الفاصل الذي أوهم اللاجئ الفلسطيني طوال العقود الست الماضية, بأنه جدار فصل بالرغم من كونه مجرد سياج حقير وضع ليبدد إرادة العودة, وليلغي القوانين والمواثيق الدولية المؤيدة حق العودة كالقرار 194 والذي نص صراحة على شرعية عودةاللاجئ الفلسطيني الى دياره.
حن لم نطالب بأي تعويض عن سني الغربة التي عشناها ونعيشها لأن الله وعدنا الجنة, وعدنا نصره القريب. اليوم أمل النصر بات أقرب مع كل حجر يقذف في وجه ذاك الإحتلال, الحجارة إنسكبت كالرصاص المسكوب على رؤوس الصهاينة الذين كانوا يفرون من أمامها خوفأ من غرادة السواعد التي ألقتها بإتجاههم, وخوفاً من الموت القادم من تاريخ إنتصاراتنا العريقة.عراقة النصر طالت حجارتنا فأرهبت الجيش الذي لا يقهر ليتحول الى جيش من ورق.
في وادي "مارون الراس" وأمام ذاك السياج إتفقت الجموع وأبرمت ميثاق المصالحة الفلسطينية دونما الرجوع الى قياداتها وزعاماتها المسؤولة عنا, فهناك من رمى بالأوامر المقتضية بقاءه بعيدا عرض الحائط ليشارك في مسيرة العودة مسيرة الزحف الى السياج الفاصل. أبرم الإتفاق بصدق هذه المرة دون اللجوء الى أي حبر يخط على الورق فدماء الشهداء كانت كافية لتحفظ العهد.
الأدوار توزعت دون تململ أو إعتراض فهناك من وكلت إليه المهمة الأسمى زرع العلم في ارض الوطن, كما وجهّز البعض حمالات الإسعاف لتقل الجرحى والشهداء من أسفل الوادي الى أعلى الجبل بعد منع سيارات الإسعاف من الإقتراب, جهّزت الحمالات من المواد الأولية المتاحة كعصي الأعلام ومن الكوفية الفلسكينية رمز النضال المستمر, بالإضافة الى أولئك الذين سخروا أنفسهم لنقل الحجارة البعيدة الى أرض المواجهة.
الساحة في مواجهات "مارون الراس" لم تخل من النساء, فقد كن هناك يقفن الى جانب الشباب فقد ساعدن في تحطيم الحجارة الى قطع يسهل رميها, لم تكن تلك الحجارة المحطمة حجارة بل كانت في كل مرة تكسر فيها تكسر خوفاً لازم الشارع الفلسطيني عقوداً ستة.
هذه الصورة حفزت المزيد من الشباب للتقدم والمساندة فصنعوا حلقات بشرية طوقت ما سميت أنذاك ألعام المدرعات العسكرية لتحمي الرماة وناقلي الجرحى والشهداء, حينما ترى ذالك المشهد تتجه دون التفكير في شيء الأمر الأوحد الذي يخطر في البال هو أن أرضي أمامي وما يفصلني عنها سياج وضيع. هناك تحاول لجم نفسك عن التقدم والمواجهة إلا أنك تقف عاجزاً أمام نفسك التي لا تطاوعك بل تدفع بك الى الأمام لتؤكد لك أنه ما من مستحيل, فالمستحيل هو ما صنعت الشعوب العربية من ثورات وإنتصارات على أنظمتها, الشعوب العربية إنتفضت وأطلقت صرختها وكذا اللاجئ الفلسطيني أطلق صرخ بكل الوجع والقهر الذي تسببت به سني الغربة والتي ألقت به بعيداً عن أرضه التي هي حقه الشرعي. 
ما كان في "مارون الراس" كان إرادة جيل تسلم العهد مؤكداً رفضه لأية حلول للتوطين أو التهجير, وليؤكد حقه في العودة ليعيش فوق تراب وطنه. ما كان في "مارون الراس" كان يوم زحف خلّده التاريخ وسطّره بدماء من سالت دماؤهم هناك.فهل يعود أيار من جديد ليكون أيار مليونية العودة؟.       

الأربعاء، 18 أبريل 2012

هل يعود أيار العودة

في العام الماضي خرجت جموع الفلسطينيين شيبا وشبان أطفالا ونساء خرجوا ليؤكدوا على حقهم في العودة استشهد عدد من الشباب لتؤكد إرادة العودة.
فهل ما جرى في ايار الماضي سيعود هذا العام أقوى مما كان؟
اللاجؤون جميعا يؤكدون على قرارهم فهل تؤكد أنت هذا القرار؟

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

الجمعة، 6 أبريل 2012

العمالة الأجنبية في لبنان بين مطرقة القهر وسندان الحاجة

يوماً بعد يوم يزداد إحراج لبنان الرسمي والشعبي من باب العمالة الأجنبية وخصوصاً الإناث منهن. فمعاناة هذه الفئة على الأراضي اللبنانية باتت ظاهرة إلى العيان وبشكل ملفت ممى دعى بدول العالم المتحضر والمنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان دعاها للمطالبة بإنصاف هذه الفئة بناءً على القانون الدولي وما تضمنه من الإتفاقات بدءاً بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن عدد العمال الأجانب في لبنان يقارب 200 ألف عامل وفق الأرقام الرسمية، 75% منهم يعملون في المنازل والبقية عمال في القطاعات الإقتصادية كافة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك بكثير بسبب دخول البعض منهم خلسة إلى الأراضي اللبنانية أو انتهاء مدة صلاحية إقامته وبقائه ضمن الحدود من دون تجديد أو تصريح للإقامة. وتعود أصول هذه العمالة الى سري لانكا, الفيلبين، النيبال، بنغلاديش وأثيوبيا بشكل رئيسي.
يترك هؤلاء العمال بلادهم للعمل بحثاً عن عمل دوامه على امتداد ساعات اليوم. وبمبلغ لا يتجاوز ال200 دولار شهرياً. هذا و كانت وزارة العمل اللبنانية قد اقرت صيغة "عقد موحد" يهدف إلى حماية العمال المهاجرين عن طريق فرض مجموعة من المعايير العامة للعمل. ويعترف العقدن الذي يقدّم إلى العامل المهاجر باللغتين العربية ولغته الأم، بحقوق العمال المهاجرين في ظروف معيشية كريمة، بما في ذلك توافر مكان للنوم تحترم فيه خصوصية العامل واكتفائه بمأكل وملبس. كما ينص العقد على حقهم في ويوم راحة أسبوعي وإجازة سنوية، ويحدد يوم العمل بعشر ساعات في اليوم. إلا أن هذا العقد يبقى حبراً على ورق بسبب عدم تنفيذه من قبل مكاتب التشغيل المستقطبة وأرباب العمل من جهة وعدم مطالبة العمال بحقوقهم من جهة أخرى.
الهروب أو الموت
في معظم الحالات التي يتعرض لها العمال الأجانب إلى مظالم من قبل أرباب العمل يعمد هؤلاء إلى مواجهة واقعهم بحالتي الهروب بسبب احتجاز وثائق سفرهم مع أرباب العمل أو الموت شنقاً أو قفزاً من الشرفات أو بإلقاء أنفسهم أمام وسائل النقل. نتيجة حالة اليأس وظروف العمل السيئة والعزلة والإحساس بالعجز، هذا ما أشار إليه نديم حوري ممثل منظمة "هيومن رايتس ووتش" في لبنان في سرده عن الواقي المؤسف الذي يعيشه العمال الأجانب في لبنان خصوصاً الإناث اللواتي يعمل في المنازل، من جهته يؤكد أحمد كرعود رئيس "منظمة العفو الدولية" في شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى أنه خلال سبعة أسابيع من العام المنصرم توفي 10 عاملات بأسباب مختلفة.
LEMALL... الامل يتجدد
محمد طه موسى هو أحد عمال الليمول "LEMALL ", هو قادم من السودان قال: جئت لأحقق احلامي و أحلام عائلتي في امتلاك قطعة ارض في السودان. عمال الليمول يتقاضون أجوراً تعادل ال 500$ شهرياً و بعقود تشهد على ذلك. إلا ان هؤلاء العمال يقومون بإستئجار مكان للسكن يتكفلون بالبحث عنه و تأمين ما يأكلونه يومياً.
عمال الليمول بمعضمهم من الجالية السودانية جاؤوا بفعل إرتفاع الأجور واللتي لا يمكن أن يلقو مثيلاً لها في بلادهم هذا ما قاله أحد عمال الليمول و الذي رفض الإفصاح عن اسمه. فهم يعملون بكرامة دونما اي ظلم أو قهر في العمل, يلقون وقتاً للراحة خلال اوقات العمل , ويحصلون على إجازة اسبوعية كلاً في يوم مختلف لأن الليمول يفتح ابوابه طيلة ايام الأسبوع. 
القضاء يسجل إنتصاره الأول في مشوار محاربة العنصرية ضد العاملات الاجنبيات
سجّل القضاء اللبناني انتصاره الاول لمصلحة عاملة فيليبينية تعرضت للضرب على يد مستخدميها، من خلال الحكم الذي سطّره القاضي المنفرد الجزائي في البترون منير سليمان بتاريخ 9/12/2009، والذي يعد خطوة في مشوار محاربة العنصرية التي يتّسم بها تصرف بعض اللبنانيين وأداؤهم. وكان الحكم قد قضى بإدانة المدعى عليها ف. ص. بالجنحة المنصوص عليها في المادة 554 عقوبات وبحبسها مدة 15 يوماً، وبتغريمها مبلغ خمسين ألف ليرة، وبإلزامها أن تدفع للمدعية (أي العاملة الفيليبينية) جونالين ماليباغو مبلغ عشرة ملايين وثمانمئة ألف ليرة بدل عطلها وضررها. كذلك قضى الحكم بردّ سائر الأسباب والمطالب «ولا سيما طلب المدعى عليها الرامي إلى دعوة المدعية وإحضارها من بلدها»، وأخيراً تحميل المدعى عليها ف. ص. نفقات المحاكمة. وما يزيد من أهمية هذا الحكم بالنسبة إلى خبراء قانونيين، أنه صدر مع وجود المدعية خارج البلاد، أي إن القضاء انتصر لعاملة أجنبية بعدما غادرت الأراضي اللبنانية.



غياب التنظيم الكهربائي في صيدا البلد - مدينة قديمة موجودة بالفعل وتحتاج إلى إعادة تأهيل

الكهرباء و اسلاكها باتت ازمة تخنق الصيداويين . فالاسلاك الكهربائية تفتقر الى التنظيم في ازقة الحارات القديمة الحل موجود و لكن دون تفعيل. اضافة الى التقنين المتبع من قبل مؤسسة الكهرباء.

في العام 2008 شب حريق في منزل عائلة شعبان في حي ابو نخلة مدخل باب السراي الشمالي حيث أدى الحريق إلى تلف وحرق كل محتويات المنزل من اثاث الجلوس ومنتفعاتها وغرف النوم جراء إحتكاكات شرائط الكهرباء التي وضعت حديثاً في البيوت والمداخل للشقق بطريقة ظاهرة وعرضة للإصتدام بأي شيئ حاد أو أغراض بطريقها إلى البيت أو على ملهى أيدي الأولاد ، السبب الذي أدى إلى الحريق الهائل ولول العناية الربانية والمشيئة الإلهية أن العائلة كانت على سطح المنزل لكانت الكارثة . وقدرت الخسائر بــ بحوالي 4000 $ كما صرح شعبان رب العائلة المنكوبة انذاك
فبدخولك المدينة القديمة في صيدا و المعروفة باسم صيدا البلد ذات الطابع التراثي تلاحظ الشكل الذي تبدو عليه الاسلاك الكهربائيةالمتدلية من ازقة المكان غير المنظمة.
تدخل المدينة القديمة و تمر في أحد ازقتها الكائن بجانب معمل الصابون الواقع شمالي المدينة .فترى الاسلاك الكهربائية معلقة الى السقف الذي لا يزيد ارتفاعه عن المتران و الذي ان مررت اسفله ترى تلك الاسلاك بالقرب من راسك تكاد تلامسه.
من الملاحظ ان ان عددا كبيرا من الازقة يحتوي على امبات تتدلى من التمديدات الخارجية للاسلاك الكهربائية لتنير عتم المكان فأشعة الشمس غير قادرة على عبور الازقة .الحارات مسقوفة بمعظمها بالحجر الذي يحجب عنها نور الشمس إلا من خلال بعض الكوّات والفجوات، لتبدو معتمة. وتختزن جدران الحارات رطوبة فتفحّ رائحتها عفناً وبرودة. وعلى طول هذه الحارات التي يبلغ عرضها متران أو ثلاثة أمتار على الأكثر، تقع محال صغيرة ضيقة تعرض نصف بضاعتها على الطريق على رغم ضيق المساحة.
ابو احمد و هو مالك احد محال السمانة و احد قاطني حي اليهود يقول بانه منذ وجوده و الاسلاك الكهربائية من سيء الى اسوأ مهي تسقط مرارا على الارض (بس الله لطف ما حدا تأذى)
و اضاف ان تلك الاسلاك هي عبارة عن خطوط الهاتف ,و اسلاك كهرباء الدولة و اسلاك اشتراكات الكهرباء هذا عدا عن اسلاك اشتراكات الستلايت مما يشكل  كوكتيل مش هيك على حد تعبيره و يقول الحاج ابو احمد بان الاسلاك تشكل خطرا على اهالي المكان ففي الشتاء يدخل الماء اليها "لتبدأ المصيبة" .فهي قد تصعق المار اسفلها.
اثناء تجوالك في المدينة ترى اطفال الحارات يلهون و يلعبون بالاسلاك الكهربائية (و هي تلك التي سقطت بفعل تاكل الاحزمة التي تمسك بها الى السقف )من دون خوف او مبالاة فالمارة لا يعيرونهم اي اهتمام و يتركونهم في لعبهم يمرحون فالسكان يرون الطفال ويقولون بلهجة ساخرة (عادي اولادنا عندهن مناعة وحصانة من الكهربا )
و عن الحلول المفترضة يقول الاهالي ان شركة فرنسية قامت بالتنسيق مع بلدية صيدا و مؤسسة كهرباء لبنان منذ خمس سنوات بانشاء شبكة كهرباء اسلاكها موضوعة اسفل الارض لكن دون اي تفعيل لها .اهالي صيدا البلد يناشدون المسؤولون و المعنيين بتفعيل تلك الشبكة ويسالون الى متى الانتظار االى ان يموت احدنا باسلاك الموت النشطة؟
و يؤكد الاهالي انه يا ليت وقف الامر الى هنا و لكن هنالك ايضا التقنين الذي اتعب المواطن الصيداوي.
هذا و كانت وزارة الكهرباء اكدت ان صيدا تسدد ما نسبته 98% من الفاتورة في الوقت الذي لم تبلغ فيه نسبة التسديد 40% في مناطق اخرى
الكهرباء عقدة لا حل لها مهما كثرت الوعود لأن الطاقة المولدة ما زالت بنفس الكمية منذ خمسين سنة والسكان عددهم ازداد والإستهلاك ازداد هذا بغض النظر عن السرقة وعدم دفع الفواتير وإصرار الدولة على استيراد النفط الغالي الثمن إكراماً للمتنفذين بالرغم من إمكانية تكريره عندنا في لبنان بسعر ... يعني كل الوعود التي يطلقها المسؤولون إما بهللة عالمواطنين أو غباء من المسؤولين لأنو الكهرباء عنجد أزمة أكبر من هذا البلد.


الداهشية عقيدة مستحدثة

في ظل الصراعات القائمة بين الأديان السماوية والمذاهب المختلفة التي تحويها, والتي تظهر في معظمها بشكل حروب متلاحقة في كلا المجتمعين الشرقي والغربي, انبثقت عقيدة روحية خالصة للدعوة الى تطبيق تعاليم الأديان السماوية واحترام مضامينها.
العقيدة الداهشية التي اسسها الدكتور سليم موسى العشي الملقب ب"داهش" ظهرت للمرة الأولى في 23 آذار 1942بعد أن أعلن دعوته اليها في لبنان, حيث لاقى الدكتور داهش ترحيباً من كبار رجال الفكر والأدب. خصوصاً كونها عقيدة لا تمس بمعتقدات ومفاهيم الديانات السماوية المقدسة لدى أنصارها.
و يذكر أن للدكتور مقدرة سحرية متميزة, أظهرت بين الناس أنها معجزات سماوية أدهشت العالم, ساعدت بالاعتراف برسالته, إضافة  لتعاليمه التي تصبو للخير و المحبة و البعد عن الرزيلة. و قد جمع اصدقاء الدكتور و مقربيه و من يهتم لامره افكاره و تعاليمه و حكمه في كتب عديدة. فضلا عن ال 150 كتابا التي ألفها الدكتور داهش والتي ترجمت الى لغات عديدة.
يقوم مبدأ العقيدة الجديدة على التمسك بحقيقة الأديان وجوهرها لا بقشورها  ولا بالطقوس الدينية التي ابتدعها الانسان لتحقيق أطماعه ومآربه. تؤكد هذه العقيدة على احترام كافة العقائد الدينية التي أوحى بها الله على أيدي رسله, لأن الأديان كافة وإن اختلفت مضامينها تبقى ذات أهداف سامية في بواطنها تسمو بروح الإنسان كي تصل لربها في سمائه.
كما وتؤمن هذه العقيدة بأخوة كافة الأعراق البشرية إذ تؤمن بأن الأنسان أخ الإنسان, فللجميع حقّ الحياة , وواجب العمل , كأسرة واحدة متساوية, متحابة.
بالرغم من كونها وليدة لبنان إلا أنا تبقى عقيدة يتيمة, يجهلها غالبية الناس في الشارع اللبناني, لا يعلمون عنها شيئا أو بالاصح أنها لم تذكر يوماً أمامهم, فلدى السؤال عن هذه العقيدة ابدى الناس استغرابهم  بعدم سماعهم عنها وهي التي من صلب لبنان قد خرجت لتعبر القارات الخمس.ولتخلف اتباع لها في العديد من البلاد.
الداهشية اليوم رهن بمتبعيها وحكر عليهم كما يبدوا فعدم معرفة الناس بها يظهرها أيقونة مملوكة من قبلهم, الداهشية كما يبدو تحاول حالياً العودة الى النور عن طريق بعض المواقع الالكترونية والكتابات الفقيرة علها تعيد ذكرى مؤسسها. ممهدة للسؤال الأهم أين هي اليوم؟

الثلاثاء، 27 مارس 2012

المصالحة الفلسطينية بين التفاوض والإعمار
بعد وضع تدابير تنفيذ آلية المصالحة  الفلسطينية بين حركة فتح وحركة "حماس"  في كانون الأول من العام المنصرم, بات بالإمكان التحدث عن مرحلة جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية و الصراع الفلسطيني الصهيوني، حيث يمكن القول أن انقسام الصف الفلسطيني بات على مشارف الإنهيار.
المطلوب الآن هو إيجاد الحل الأمثل بين برنامج المقاومة الذي تطرحه "حماس" كحل نهائي وأوحد لتحقيق التحرير وإسترجاع المقدسات,  والبرنامج التفاوضي الذي يحمله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, الذي يرفض التفريط فيه, عله يفتح أبواباً أغلقها الإحتلال منذ زمن، بحيث يسمح لكلا الطرفين من العمل في حدود عدم التنازل أو التفريط ودون أن يتهم أي من الطرفين الآخر بالخيانة.
في سياق التحرك السريع للملف الفلسطيني منذ بداية الأزمة الفلسطينية الفلسطينية اتخذت “حماس” موقفاً محدداً بشأن انجاح الحوار حيث أصرت على انجاحه من خلال قواعد أساسية وبرنامج فلسطيني واضح وذلك عبر التمسك بالقواعد والثوابت الفلسطينية التي تلتزم بها منذ انطلاقتها، "فالعقبة الأساسية التي كانت في طريق الحوار الفلسطيني هي القرصنة الأمريكية الإسرائيلية والضغط الإسرائيلي الذي كان يمارس على السلطة من خلال تجميد أرصدتها وفرض خارطة طريق لسياساتها "بحسب السيد جهاد طه/ عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في لبنان.
بالرغم من الاتفاق في البدء السريع بتنفيذ بنود اتفاقية المصالحة إلا أن أياً من الطرفين حتى الآن لم ينفذ البند المتعلق بالإفراج عن المعتقلين السياسيين والذي كان من المفترض اتمامه قبل نهاية العام المنصرم, خوصاً وأن الحركتين اتفقتا على تشكيل لجنة لدرس ملف المعتقلين السياسيين، في غضون ذلك تفاجأت "حماس" بنفي وجود معتقلين سياسيين لدى السلطة الفلسطينية المتمثلة في حركة فتح، في حين تعترف هي بوجود معتقلين لا سياسيين بل جنائيين مثبت عليهم تهم, ومرفوعة بحقهم قضايا من مواطنين فلسطينيين. وعليه تم تشكيل لجنة بإدارة مصرية تبحث في ملف المعتقلين وتقدم لوائح الأسماء لكلا الطرفين. “المكسب الحقيقي الآن في تحقيق وحدة الصف والموقف الفلسطيني أمام التحديات ولو بشكل جزئي, خصوصاً وأن القضية الفلسطينية عانت من تدخلات خارجية مؤذية تمثلت بضغوطات عربية وغربية” وفقاً للسيد طه.
ما يمارسه اليوم المجتمع الدولي من ضغوطات على السلطة الفلسطينية في رام الله إنعكست إيجاباً على عملية المفاوضات بين الكيان الصهيوني وحركة فتح المتمثلة في السلطة الفلسطينية, معيدة بذلك بناء المخاوف الفلسطينية من انقلاب ينسف أوراق المصالحة والوفاق بين الفصيلين الأكبر في فلسطين, حيث اجتمعت السلطة الفلسطينية بالعدو الصهيوني في الأردن وفتح ملف المفاوضات الذي أغلقته بقرار منها برعاية اردنية كان على حد قول السيد جهاد طه "طعنة في خاصرة" مشروع المصالحة الفلسطينية وتهديداً لمسار إنجاحها، في المقابل اتخذت "حماس" خطوتها في الخروج بملف الإعمار عبر رئيس حكومتها المقالة اسماعيل هنية, الذي بدأ جولة عربية عنوانها "دعم جهود الشعب الفلسطيني" بكافة جوانبه وليس فقط قضية الإعمار, هذا وجاءت الجولة, " كرد اعتبار لوقفت الشعوب التضامنية مع الشعب الفلسطيني على مدار سنوات الحصار" بحسب كلام السيد طه.
أولى الأزمات الفلسطينية - الفلسطينية ظهرت جلية في تونس حيث لم يحظ هنية بإستقبال السفير الفلسطيني له سلمان الهرفي, كما ولم يحضر أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية المقيمين في تونس أيضاً, الأمر الذي فسّر "خطأً سياساً",  فلا الحكومة ولا وزارة الخارجية ولا حزب النهضة صرّحوا بمواعيد وبرنامج زيارة هنية للهيئات الفلسطينية الموجودة في تونس, وهو الأمر الذي لا يخدم مستقبل المصالحة الوطنية وجهودها المبذولة من القوى الفلسطينية. 
يبرر البعض  الأزمة المالية التي حلّت على حركة فتح بعد تجميد أرصدتها من قبل الجانب الصهيوني وإيقاق الدعم الأمني الأمريكي لها عودتها الى عملية المفاوضات مع الكيان الاسرائيلي الأمر الذي اعتبرته حماس أمراً مؤسفاً, وهو الأمر الذي قد يؤدي الى تأجيل عملية الإنتخابات التشريعية والرئاسية, "لأنه قد يحصل تعديل فكما تفاجأنا في موقف عمان قد نتفاجأ بأمور تمس الانتخابات او تمس جوهر الانتخابات" وفقاً للسيد طه. الأمر الذي لن تسمح "حماس" أن تمس من خلاله الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية، فالرهان اليوم على المقاومة وعلى توحيد صفها.
هذا وتفاجأت حركة “حماس” أيضاً من تقارير الجامعة العربية التي تفيد برصد وتسليم مبلغ 25 مليون دولار أمريكي إلى السلطة الفلسطينية لصالح ملف الإعمار في غزة، الذي لم يسلم منه شيئاً للقطاع ، الأمر الذي يقودنا الى الضعف الواضح في الملف الفلسطيني لدى جامعة الدول العربية على الرغم من كونها المظلة العربية التي تنطوي تحتها الدول العربية. حيث أملت حماس من الجامعة العربية قرار دعم الإعمار والإشراف عليه لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني.
إذاً فالسجال مستمر وبر الأمان للمصالحة الفلسطينية لايزال قيد الدرس, والمخاوف من الفشل لاتزال قائمة حتى تنفذ البنود كاملة, وحتى تبنى الشرعية الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وذلك لإطفاء شرعية دولية تضمن للقضية الفلسطينية استمرارها وتساهم في رفع الظلم عن فلسطينيي الداخل والخارج.